بوح

لا أعلم في أي مرحلة أنا لكنني أُدرك أنني تحت تأثير الصدمة

فاقدة لكل الحواس الحسية واللاحسية وأشاهدني وأنا أتلاشى أتضائل وربما أختبيء أو أختفي

لا يمكنني معرفة ما الشيء الذي سُلب مني على حين غفلة ولا كيف سُحب البساط أسفل أقدامي لحظه وقوفي بكل ثبات لا أدرك إن كنت وقعت حقا أم أنني فقط تعثرت

مضربة عن الكلام طوعا أم كرها لا أعلم

أعاندني أم أعاقبني أو أنني أُجرم في حق نفسي وجسدي وكياني أيضا لا أعلم

لست أفهم كيف لا أتوجع ولا أتألم ولا أبكي هل تراني تخطيت عتبة الألم أم أنني أحتضر أم أنه سيكون لي ولادة جديدة كيان جديد مختلف من كل هذه الفوضى التي بداخلي وكل هذا الرماد

لم تعد لتساؤلاتي تلك الأهمية ولم تعد للأمنيات ذاك البريق الذي يشدني نحوها

يُخيفني الخارج تُخيفني الأصوات والضحكات والنظرات

يزعجني الضوء وأخشى الظلام الدامس صار الظل والأضواء الخافتة أكثر ما يؤنسني

الإستغراق في النوم صار أسهل وبعمق أيضا وأضحى الإستيقاظ مرحلة صعبة تُثقل كاهلي مثل عجوز في الثمانين من عمرها أجر رجلي جراً لا طاقة للمشي

وأتسائل أ تدبيرٌ أم تدمير

مر يوم أو يومان لا أُجيد حساب الأيام فقدت مهاراتي حين تحطمت كل الأرقام القياسية ولم يعد هنالك رقم ثابت أتطلع إلى كسره أو المحافظة عليه

صادفتني ملامحي بالمرآة فلم أعرفني شي ما تغير في الجانب الأيسر في عيني أم تحتها شعرت بحاجه لتعديل ذلك التشوه لكنني لا ادرك حقيقة وجوده حقا فالمرآه فقط من عكست لي ذلك

رغم أننا في يوليو إلا أن أطرافي باردة وأشعر بالبرد ويرعبني أن لا يكون هذا الشعور حقيقيا

فهذه اللحظة في هذا الوقت المتأخر من الليل أشعر بأنني أجسد ما يقال عنه (بقايا إنسان)

صوت ما بداخلي يحاول ترميمي يخبرني بأنني سأعود من جديد كطائر الفينيق وإن كان أسطوريا فأنا حقيقة وأحاول أن أصدقه وأحاول أن أعود (إنسانة) بروح جميلة وكيان أجمل

أضف تعليق